الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

اقتصاديون .. 2009 عام الاندماجات بين الشركات الكويتية تفاديا للازمة العالمية




توقعت فعاليات اقتصادية كويتية أن يشهد عام 2009 عمليات اندماجات بين بعض الشركات لتفادي تداعيات الازمة المالية العالمية التي أثرت على بعض الكيانات الاقتصادية وأصبح خيار الدمج ضرورة حتمية خاصة للشركات المتعثرة.

وقالوا في لقاءات مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم أن الدعوة التي أطلقها محافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح بأن تنظر الشركات في الاندماج لمواجهة أثر الأزمة المالية العالمية تلقى صدى ومفاوضات من أجل المضي قدما في تنفيذ الخطوة.

وأشاروا الى أن الشركات يجب أن تنظر بجدية للفرص الممكنة لها لاعادة هيكلة أوضاعها بما في ذلك فرص الاندماج مع شركات أخرى في ذات القطاع أو في قطاعات أخرى.

وأكد رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب في شركة أفكار القابضة صالح اليوسف أن الاندماج ضرورة حتمية من ناحية المعالجات للأوضاع الحالية التي خلفتها تداعيات الازمة المالية العالمية والقت بظللاها على الاقتصاد الكويتي موضحا أن عملية الدمج يجب ان تعتمد على أسس ونشاط الشركة والأهداف المنتظرة من اندماجها .

وأشار اليوسف الى أن الشركات الاستثمارية المدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) أو غير المدرجة أكثر من طاقة السوق المحلي حيث كثرت هذه الشركات في السنوات الاخيرة لا سيما التي تتعامل وفقا للشريعة الاسلامية على الرغم من ضيق الفرص في الكويت.

واشترط في الدمج أن تكون ايجابية وليس فقط من أجل الشكل العام بمعنى أن تكون مصالح المساهمين في المقام الاولى قبل الاقدام على الخطوة ومن المفترض على الشركتين الراغبتين في الاندماج ان ينوعا من نشاطهما من أجل توسيع السيولة وتبادل الخبرات.

وأوضح اليوسف أن الدعوة التي أطلقها المحافظ الشيخ سالم عبد العزيز في هذا الاتجاه تعتبر رؤية ثاقبة لمستقبل الاقتصاد الكويتي .

اما رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب في المجموعة المالية الكويتية حسين العتال فراى في اندماج الشركات أمر مهما يتمثل في زيادة القيمة الدفترية لأصول الشركتين علاوة على خلق قيمة مضافة للمساهمين كل بحسب ماتمثله قوة الاصول .

وأكد العتال أن الهدف لابد أن يكمن في ضرورة تقليل المصاريف وزيادة الايرادات وارتفاع القيمة السوقية لمصلحة الشركتين.

وقال أنه ليس كل اندماج في هذه الظروف يقارن بين شركات اندمجت في مناخ موات ولذلك لابد من دراسة فاحصة ودقيقة تهدف الى المصلحة العليا للمساهمين قبل اتمام الاندماج الذي اصبح موجة عالمية .

واستذكر العتال الدعوة التي أطلقها في الكويت رئيس مجلس ادارة شركة (ايفا) الراحل جاسم البحر وقيامه بدمج بعض شركاته.

وأوضح أن قواعد عمليات الاندماج سابقا أصبحت شروطا حاليا فرضتها تداعيات الازمة المالية مايستدعي التفكير بطريقة ايجابية وصحية لأن القطاع الخاص الكويتي له نجاحاته.

ودعا الى مساندة القطاع الخاص "لأننا مقبلين على آثار اقتصادية واجتماعية جراء تداعيات فرضتها ظروف دولية".

وقال الخبير الاقتصادي جعفر القلاف ان الاندماجات عادة ما تهدف الى تعزيز وحدات الانتاج حيث تشير التجارب العالمية الى ذلك كما انها تهدف الى زيادة عدد مشتري ومبتاعي الخدمات مايخلق كيانا قادر على ضبط مستوى المصروفات ومستويات الوحدات المختلفة .

وأكد القلاف ان المفهوم الأكثر شيوعا في الاندماجات يتم بين شركات نشاطها مشابه او مكمل كماأن بعض الحالات تتم في ظروف طبيعية وليس وفق ردود أفعال كما الحال الآن حيث الركود الاقتصادي من أجل زيادة الحصة السوقية ومنفعة المساهمين.

واشترط ضرورة أن يحقق الاندماج معدلات النجاح الطبيعية اذا ولد في ظروف طبيعية اما اذا كان ناجما عن ردود أفعال ويفتقد رؤية واستراتيجية واضحة المعالم لا يولد كيانا ناجحا بل يولد اعباء مشتركة.




ليست هناك تعليقات: